صمت مجلس بيجديكن يجهض حلم “الحسن الثاني” .. “حديقة وادي الطيور” تحتضر

شهدت حديقة “وادي الطيور” بمدينة أكادير مؤخرا , فضيحة نفوق عدد من الحيوانات والطيور النادرة ، حيث ظهر عليهم الضعف و الجوع بجلاء خاصة خلال فترة الحجر الصحي حيث اعتادوا الاقتيات مما جاد به مرتادو هذا الفضاء من طعام يقدمونه لهم.

الأدهى في الموضوع لا مبالاة مجلس عمالة أكادير اداوتانان الى حدود كتابة هذه الأسطر, هذا الأخير الذي لم يكلف مصالحه حتى باصدار بيان يوضح فيه حقيقة ما جرى وعن الإجراءات المقرر اتخاذها لانقاذ ما تبقى من الحيوانات التي لا زالت تعاني من الجوع والموت البطيئ .

وفي جانب آخر، فقد أورد محمد باكيري، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لأكادير، في تصريح لفائدة موقع “هسبريس” الإلكتروني، أن “الجماعة لا تسير حديقة ”وادي الطيور”، بل تسييرها موكول إلى مجلس عمالة أكادير إداوتنان، لأنها تدخل ضمن مرافقها، والمجلس الجماعي لأكادير يُساهم بمبلغ سنوي قدره مليون درهم خاصة بالتسيير”.

و في ظل هذه الوضعية المرزية ، و تجاهل مجلس عمالة أكادير إداوتنان وصمت جمعيات حماية البيئة و الحيوان أمام ما يقع بهذا الفضاء التاريخي بالمدينة, بادر مجموعة من الشبان والفعاليات الجمعوية بالمدينة إلى إطعام الحيوانات و الطيور قصد إنقاذها من الموت.

 و الجدير بالذكر أن فكرة انشاء فضاء “وادي الطيور” تعود إلى  سنة 1982 حين أمر المغفور له الحسن الثاني بإنشاء مشروع سياحي ترفيهي يجمع بين الماء والخضرة في قلب المنطقة السياحية، وأن يجلب له القائمون عليه مختلف أنواع الطيور والحيوانات من أنحاء أقطار مختلفة، يومها كانت أكادير تتربع عرش السياحة الوطنية بدون منازع، وكانت تستهوي الملك الراحل يتجول بين أحيائها فوضع تلك الفكرة التي تقوم على تهيئة ذلك المكان بالمنطقة السياحية ليصبح قطعة خضراء تتقاطع بها أصوات الوحيش القادم من كل البقاع ويمر منها وادي اصطناعي.

أصبح حلم ملك على أرض الواقع، ما بين 1982 و1986, حيث سهر على تنزيله مكتب دراسات دولي  فوق ثلاث هكتارات بقلب المنطقة السياحية لعاصمة الانبعاث، جلبت طيور ناذرة من آسيا وأستراليا وأمريكا اللاتينية، كما من اوروبا، واستقدمت حيوانات من قلب أدغال أفرقيا لكي تعيش مع الطيور فوق ثلاث هكتارات تتقاطع مع ثلاث شوارع رئيسية كبرى، شارع الحسن الثاني الممتد من حي البطوار حتى تالبورجت، وشارع محمد الخامس الذي ينطلق من القصر الملكي نحو الميناء، وشارع 20 غشت الذي يمر من خلف القصر الملكي وينتهي بمنتصف الكورنيش قرب ” جور إينوي”.

مع مرور السنين ، ها هو حاضر هذا الفضاء التاريخي يعيش على وقع حيوانات ماتت ولم تترك الخلف، وطيور نفقت و اضحت أقفاصها مهجورة. ناهيك عن نباتات نادرة اندثرت، و لم يبقى منها الا خشاش أرض جرداء.